کد مطلب:109822 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148
فی بعض صفات الرسول الكریم وتهدید بنی أمیة وعظة الناس الرسول الكریم حَتَّی بَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً, صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، شَهِیداً، وَبَشِیراً، وَنَذِیراً، خَیْرَ الْبَرِیَّةِ طِفْلاً، وَأَنْجَبَهَا كَهْلاً، أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِینَ شِیمَةً، وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِینَ دِیمَةً. بنو أمیة فَمَا احْلَوْلَتْ الدُّنْیَا لَكُمْ فِی لَذَّتِهَا، وَلاَ تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلاَفِهَا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا جَائِلاً خِطَامُهَا، قَلِقاً وَضِینُهَا، قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ السِّدْرِ الْمَخْضُودِ، وَحَلاَلُهَا بَعِیداً غَیْرَ مَوْجُودٍ، وَصَادَفْتُمُوهَا، وَاللهِ، ظِلاًّ مَمْدُوداً إِلَی أَجَلٍ مَعْدُودٍ، فَالْأَرْضُ لَكُمْ شَاغِرَةٌ، وَأَیْدِیكُمْ فِیهَا مَبْسُوطَةٌ، وَأَیْدِی الْقَادَةِ عَنْكُمْ مَكْفُوفَةٌ، وَسُیُوفُكُمْ عَلَیْهِمْ مَسَلَّطَةٌ، وَسُیُوفُهُمْ عَنْكُمْ مَقْبُوضَةٌ. أَلاَ إِنَّ لِكُلِّ دَم ثَائِراً، وَلَكُلِّ حَقٍّ طَالِباً، وَإِنَّ الثَّائِرَ فِی دِمَائِنَا كَالْحَاكِمِ فی حَقِّ نَفْسِهِ، وَهُوَ اللهُ الَّذِی لاَ یُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ، وَلاَ یَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ. فَأُقْسِمُ بِاللهِ، یَا بَنِی أُمَیَّةَ، عَمَّا قَلِیلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِی أَیْدِی غَیْرِكُمْ وَفِی دَارِ عَدُوِّكُمْ! أَلاَ إِنَّ أبْصَرَ الْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِی الْخَیْرِ طَرْفُهُ! أَلاَ إِنَّ أَسْمَعَ الْأَسْمَاعِ مَا وَعَی التَّذْكِیرَ وَقَبِلَهُ! وعظ الناس أَیُّهَا النَّاسُ، اسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ، وَامْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَیْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ الْكَدَرِ. عِبَادَ اللهِ، لاَ تَرْكَنُوا إِلَی جَهَالَتِكُمْ، وَلاَ تَنْقَادُوا لِأَهْوَائِكُمْ، فَإِنَّ النَّازِلَ بِهذَا الْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ، یَنْقُلُ الرَّدَی عَلَی ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَی مَوْضَعٍ، لِرَأْیٍ یُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْیٍ، یُرِیدُ أَنْ یُلْصِقَ مَا لاَ یَلْتَصِقُ، وَیُقَرِّبَ مَا لاَ یَتَقَارَبُ! فَاللهَ اللهَ أَنْ تَشْكُوا إِلَی مَنْ لاَ یُشْكِی شَجْوَكُمْ، وَلاَ یَنْقُضُ بِرَأْیِهِ مَا قَدْ أَبْرَمَ لَكُمْ. إِنَّهُ لَیسَ عَلَی الْأَمَامِ إِلاَّ مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ: الْإِبْلاَغُ فَی الْمَوْعِظَةِ، وَالْإِجْتِهَادُ فِی النَّصِیحَةِ، وَالْإِحْیَاءُ لِلسُّنَّةِ، وَإِقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَی مُسْتَحِقِّیهَا، وَإِصْدَارُ السُّهْمَانِ عَلَی أَهْلِهَا. فَبَادِرُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِ تَصْوِیحِ نَبْتِهِ، وَمِنْ قَبْلِ أَنْ تُشْغَلُوا بَأَنْفُسِكُمْ عَنْ مُسْتَثَارِ الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، وَانْهَوْا عَنْ المُنْكَرِ وَتَنَاهَوْا عَنْهُ، فَإِنَّمَا أُمِرْتُمْ بالنَّهْی بَعْدَ التَّنَاهِی!
ومن خطبة له علیه السلام